الذاكرة قصيرة المدى 

عبدالرحمن محمد
٠٣ يناير ٥٢٠٢
author


الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة ودورهما في تصميم تجربة المستخدم من أهم المواضيع التي يجب على مصممي تجربة المستخدم فهمها هي الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة، حيث إنهما يشكلان أساس استخدام المنتجات الرقمية.

 المثير للاهتمام أن العقل البشري لم يتغير كثيرًا منذ 10,000 سنة. بمعنى أن العقل الذي كان يتعلم صيد الحيوانات الضخمة والدفاع عن نفسه من وحوش الماموث، هو نفسه الذي يجد صعوبة أحيانًا في استخدام التطبيقات والبرامج الحديثة. والسبب بسيط: هذه الأنشطة الرقمية ليست بالقدر الكافي من الأهمية بالنسبة لعقل الإنسان مقارنة بإيجاد الطعام أو الدفاع عن النفس.

 لذلك، يجب على المصممين إدراك أن المستخدم يمتلك قدرات عقلية محدودة، وأيضًا ليس لديه دافع كبير لتخصيص الكثير من التركيز لفهم منتجك.


ما هي الذاكرة قصيرة المدى؟

 الذاكرة قصيرة المدى هي نوع من أنواع الذاكرة البشرية مسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات لفترة وجيزة، تتراوح بين بضع ثوانٍ ودقيقة واحدة. قدرتها التخزينية محدودة، حيث يمكنها استيعاب حوالي 7 وحدات من المعلومات (+/-2) فقط. هذا يعني أن أي عبء زائد على هذه الذاكرة يجعل من الصعب على المستخدم مواصلة التركيز أو إتمام المهمة.

ما هي الذاكرة العاملة؟

 الذاكرة العاملة هي أشبه بدفتر ملاحظات عقلي يساعد الإنسان على الاحتفاظ بالمعلومات المرتبطة بالمهمة الحالية. على سبيل المثال، إذا طلب منك جمع الرقمين 353 و489 في ذهنك، ستحتاج إلى الاحتفاظ بالأرقام الأصلية والنتائج الوسيطة أثناء الحل. هذه العملية تتطلب استغلال الذاكرة العاملة التي تُعتبر أداة محدودة السعة، حيث يمكنها معالجة عدد محدود من المعلومات في وقت واحد. إذا تجاوزت المهمة هذه الحدود، قد يصبح الأداء أبطأ وتزداد احتمالية الوقوع في الأخطاء.

العلاقة بين الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة : 

ما هي الذاكرة قصيرة المدى؟

الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة مرتبطتان، ولكنهما مختلفتان. الذاكرة قصيرة المدى تخزن المعلومات لفترة قصيرة، مثل كلمات أو أرقام، أما الذاكرة العاملة فتعمل كمنسق بين عمليات مثل الانتباه والإدراك لتحقيق هدف معين. الذاكرة العاملة وتجربة المستخدم في تصميم تجربة المستخدم، يرتبط مفهوم الذاكرة العاملة بالحمل المعرفي، وهو المجهود العقلي الذي يتطلبه أداء مهمة ما. إذا زاد هذا الحمل عن الحد الطبيعي، فإن المستخدم سيشعر بالإرهاق وسيفقد القدرة على استخدام المنتج بسهولة. .


نصائح لتصميم تجربة مستخدم تتماشى مع قدرات الذاكرة البشرية : 

تقليل الحمل المعرفي:

اجعل المهام سهلة التنفيذ عبر تقسيمها إلى خطوات بسيطة بدلًا من تقديمها دفعة واحدة.

استخدام العناصر البصرية المألوفة:

اعتمد على أنماط بصرية معروفة لتسهيل التعرف على الخيارات بدلًا من جعل المستخدم يضطر لتذكر معلومات جديدة.

التكرار والتعزيز: 

وفر رسائل تذكيرية أو تعليمات مستمرة لتذكير المستخدم بما يجب فعله.

استخدام الذاكرة الخارجية: 

وفر أدوات مثل القوائم والجداول التي تسمح للمستخدم بتخزين المعلومات مؤقتًا أثناء تنفيذ المهام، مثل قوائم التسوق أو أدوات مقارنة الأسعار.

الحد من التشتيت: 

حافظ على تركيز المستخدم من خلال تجنب الإعلانات أو العناصر غير الضرورية في الواجهة.

دعم المستخدم خلال التنقل: 

استخدم التصميم التدريجي الذي يوجه المستخدم خطوة بخطوة، مع تذكيره بالمعلومات التي قد يحتاجها في المراحل التالية.

Pyramid of Trust


دعم المستخدم خلال التنقل:

استخدم التصميم التدريجي الذي يوجه المستخدم خطوة بخطوة، مع تذكيره بالمعلومات التي قد يحتاجها في المراحل التالية.

الاستفادة من أبحاث الذاكرة في التصميم في تجارب بادللي وهتش الشهيرة، تبيّن أن الذاكرة العاملة لها سعة محدودة. عندما يُطلب من المستخدمين الاحتفاظ بمعلومات أثناء أداء مهمة أخرى، فإن أداءهم يتدهور مع زيادة عبء الذاكرة. هذا يوضح أهمية تصميم واجهات تقلل من الاعتماد على الذاكرة العاملة، بحيث يكون التركيز على تمكين المستخدم من الوصول إلى المعلومات بسهولة وسرعة.


 فهم الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة هو أساس تصميم منتجات رقمية فعالة. الهدف الأساسي هو تقليل الحمل المعرفي على المستخدم، وتوفير أدوات تدعم عمله، وجعل استخدام المنتج تجربة سهلة وممتعة حتى للمستخدمين ذوي القدرات العقلية المحدودة. تذكر دائمًا أن المستخدم ليس مهتمًا بالمنتج بقدر اهتمامك به، لذا اجعل تجربته بسيطة بقدر الإمكان.


المصادر: