التعرف مقابل الاستدعاء
لماذا يُعتبر التعرف أفضل؟

نصيحة "التعرف أفضل من الاستدعاء" هي إحدى المبادئ التي ذكرها دون نورمان في كتابه "تصميم الأشياء اليومية" (The Design of Everyday Things). المقصود بها هو أن الإنسان يجد صعوبة أكبر في استرجاع المعلومات من الذاكرة (الاستدعاء) مقارنة بالتعرف عليها عندما يراها أو يتفاعل معها.
مفهوم التعرف والاستدعاء
التعرف: هو قدرتنا على "التعرّف" على حدث أو معلومة بأنها مألوفة، مثل رؤية شخص في الشارع وتذكّر أنك رأيته سابقًا. الاستدعاء: يتطلب استرجاع تفاصيل محددة من الذاكرة، مثل محاولة تذكّر اسم هذا الشخص. ببساطة، التعرف يعني تذكّر المعلومة بشكل عام وليس بشكل محدد.
كيف تُنظَّم المعلومات في الذاكرة؟
المعلومات تُنظَّم في الذاكرة على شكل وحدات مترابطة تُسمى "قطع"، ولكل قطعة مستوى تفعيل معين يحدد مدى سهولة استدعائها. على سبيل المثال، اسمك هو وحدة في الذاكرة؛ لديه تنشيط عالي جدًا — إذا أفاقك شخص في منتصف الليل وسألك عن اسمك، ستكون قادرًا على استحضاره بسرعة. من ناحية أخرى، إذا كان عليك تذكر اسم معلمك في الصف الأول، فربما يكون من الأصعب استحضار هذا الجواب: تنشيطه أقل.
عوامل تؤثر على التفعيل
التكرار: كلما استخدمت معلومة أكثر، زادت سهولة تذكّرها. الحداثة: المعلومات التي تم استخدامها مؤخرًا تكون أكثر نشاطًا. السياق: وجود عوامل حالية ترتبط بالمعلومة يعزز استرجاعها (مثل رائحة أو كلمة مرتبطة)
تأثير التكرار، الحداثة، والسياق
التكرار: يقال إن "التكرار يؤدي إلى الإتقان". فكلما مارست استخدام معلومة معينة، زادت احتمالية تذكرك لها. مثال: اسمك أكثر ألفة من اسم معلمك في الصف الأول لأن اسمك يُستخدم كثيرًا مقارنة باسم المعلم. الحداثة: مدة الزمن منذ استخدام قطعة معينة تحدد مدى سهولة تذكّرها. المعلومة المستخدمة مؤخرًا تكون أكثر نشاطًا من معلومة لم تُستخدم منذ فترة طويلة. السياق: البيئة الحالية التي تحتوي على عناصر مرتبطة بالمعلومة تعزز استرجاعها. مثال: رائحة أو طعم معين يذكرك بطفولتك.
الفرق بين التعرف والاستدعاء
التعرف: يتضمن إشارات متعددة تسهل استرجاع الذاكرة. الاستدعاء: يتضمن إشارات أقل ويعتمد أكثر على الجهد الذاتي..
مثال توضيحي:
السؤال: "هل فاز ريال مدريد بعدد كبير من الدوري الإسباني؟" يتطلب التعرف (التأكد من صحة المعلومة فقط). السؤال: "كم مرة فاز ريال مدريد بالدوري الإسباني؟" يتطلب استرجاع المعلومة. .
لماذا التعرف أسهل من الاستدعاء؟
ينشط التعرف الكثير من الاشارات بالمخ مما يجعل الذاكرة تعمل بشكل اكبر ويستدعي معلومات لها ارتباطات اكثر مما يزيد من الفاعلية الخاصة بالمعلومة لذلك اسئلة الاختيار من متعدد اسهل من الاسذلة المفتوحة لان عليك حينها الاتيان باجابة وتذكر معلومات محددة
تعزيز التعرف في واجهات المستخدم
يمكن تعزيز التعرف من خلال جعل المعلومات والوظائف مرئية وسهلة الوصول. الأمثلة تشمل: السياق والسجل السابق: عرض الصفحات التي زارها المستخدم مؤخرًا أو عمليات البحث التي أجراها يساعد على استئناف المهام غير المكتملة. مثال: سجل البحث في Bing يعرض للمستخدمين عمليات البحث السابقة مما يجعلهم لا يحتاجون الي محاولة تذكرها
قوائم العناصر: مواقع مثل أمازون تعرض للمستخدمين قوائم بالعناصر التي زاروها مؤخرًا. هذا يساعدهم على تذكّر المنتجات التي أثارت اهتمامهم أو أكملوا شراؤها.
تطبيق النظرية في واجهات المستخدم نظام UNIX: إذا أردت إعادة تسمية ملف في نظام UNIX، تحتاج إلى كتابة الأمر: mv myfile yourfile هنا يتوجب عليك تذكّر أن "mv" هو الأمر الخاص بالنقل، إضافة إلى الترتيب الصحيح للوسيطات.
واجهات المستخدم الرسومية (WYSIWYG): جاءت فكرة الاستخدام المباشر وواجهات المستخدم الرسومية لاستبدال الأوامر النصية بإجراءات بديهية، بحيث لا يحتاج المستخدم إلى تذكّر الأوامر. الأزرار والقوائم تجعل الأوامر مرئية وسهلة الوصول.
تحسين الإرشادات في التطبيقات العديد من التطبيقات تبدأ بدروس تعليمية تشرح كيفية الاستخدام. لكن هذا النهج غير فعّال لأن المستخدمين غالبًا لا يتذكرون المعلومات من الدروس بسبب قلة التكرار وعدم كفاية الوقت لتكوين روابط بين المعلومات.
بدلاً من ذلك، يمكن استخدام نصائح سياقية تظهر عند الحاجة، مما يساعد المستخدم على التعرف على الإجراءات التي يمكنه اتخاذها وكيفية القيام بها.
الخلاصة : حاول دائمًا استخدام أسلوب التعرف بدلًا من إجبار المستخدم على الاسترجاع. حتى لو كان هناك معلومة يجب أن يتذكرها المستخدم، يمكن مساعدته من خلال إضافة إشارات أو ملاحظات تدعمه في تذكرها. هذه الطريقة تعزز من سهولة الاستخدام وتجعل التجربة أقل إجهادًا للمستخدم.
المصادر: